في الثالث عشر من تشرين الثاني نُعَيِّدُ للقديس يوحنا الذهبي الفم الذي توفي سنة 407. إهتمَّ كثيرا بتربية الأولاد وأسدى نصائح كثيرة للوالدين. إخترنا هنا بضعة مقاطع من مقالة طويلة يبيّن فيها القديس مبادئ التربية المسيحية وغايتها الأساسية.
قال: أتضرَّعُ إليكم متوسِّلا أيها الإخوة الأحباء بأن تجتهدوا بنشاط كُلِّيِّ في تربية أولادكم وأن ترغبوا في خلاص نفوسهم دائما ... يجب أن يحترص الوالدان، أعني الآباء والأمهات، لا ليغنوا أولادَهُم بالفضة والذهب لكن ليصيروا أغنى من ذلك بالورع والتعليم والفضائل وبالأدب أكثَرَ من الكل ولا يحتاجوا الى أشياء كثيرة ... عليكم أنتم أيها الآباء أن تسألوا عن دخولهم وخروجهم وعن كيفية سلوكهم وأن تلاحظوا سعيهم واجتماعاتهم مَعَ مَن هِيَ، لأنكم متى تهاونتم في هذه الأمور كلها، ليس لكم من الله غفران البتة. أنت أيها الانسان تعمَلُ جهدك ليقتني ابنُك بيتًا مزيَّنًا وأملاكًا كثيرةً أو مالاً ومقتنياتٍ شتَّى غير هذه، إسعَ حتى يقتني نية صالحة ونفسًا مهذبة تقيَّةً وأدبًا.
اذا كانت تربية الاولاد من خلال اقتناء عادات صالحة، فصعبٌ عليهم أن يَمِيلُوا الى الشرور متى صاروا بالغين، لأن نفوس الأطفال كالثوب الساطع البياض الذي إذا صُبغَ بلونٍ ما ثبت اللونُ عليه. وأهم هذه العادات الاستماع الى كلام الله والتقوى والفضائل. هذا أهم من أن تتركوا لهم ثروةً ماليةً وأملاكا ... من الضروري أن نهذب نُفُوسَ أولادِنا لأننا إذا ربَّيناهُم على الخير، قاموا هُم بتربية أولادهم هكذا من جيل الى جيل ... إِنَّ الوالدَ لا يَصيرُ أبًا بولادَةِ بَنِيهِ فقط بل بمحبته لهم. فإن كانت الطبيعةُ تقتضي هذه المحبة، فَكَم بالأحرى النعمة.
لا تظنوا أنه يكفيكم أن تُسمَّوا آباءً من غير أن تُرَبُّوا أولادَكُم وتعلِّمُوهم ما هو المفيد لهم نفسًا وجسدًا وما هو الذي يضرُّهم. أنتم تعتقدون أن الغِنى هو الذي ينفعهم مع باقي الأشياء الزائلة. إن كل هذه الأشياء لا تنفعهم بل تضرهم لكونها وقتية زائلة. فما الذي ينفعهم إذًا؟ الحكمة، العلم، الفضيلة، الأدب. أيها الانسان تُرى اذا مرض ابنُك مرضـًا جَسديًّا أفما تبذل كل جهدك وتأتيه بالطبيب ليشفى؟ أما اذا رأيته مَرضَ مَرَضًا رُوحيا أعظَمَ وَأَشَد، فتتماهَل في علاجه؟ فلهذا يجب علينا أن نؤدِّبَ أولادَنَا ونعلِّمَهُم الحكمةَ التي بواسطتها يمكنهم أن يعرفوا جميع الامور ويعرفوا الله أيضا، لأنه بدون المعرفة لا يسهل لأحد أن يعرف الله.
علِّموا أبناءَكُم أن يعرفوا أسرارَ الكنيسة. علِّمُوهُم العَدلَ وَالعِفَّةَ وَالفَهمَ وَشَجاعَةَ النَّفس. أمَا سمعتُم ما قالَهُ الرب في إنجيلِهِ المقدس أنه إذا رَبِحَ الإنسانُ العالَمَ كلَّهُ وَخَسِرَ نَفسَهُ ماذا ينفعه هذا الربحُ وهذه السلطة؟ يجب أن تؤدِّبُوا أولادَكُم فيما تُؤدِّبُونَ ذَواتِكُم لتخلصوا أنتم وهم معا وتنالوا ملكوت السموات بيسوعَ المسيحِ ربِّنَا.
لا تظنوا أنه يكفيكم أن تُسمَّوا آباءً من غير أن تُرَبُّوا أولادَكُم وتعلِّمُوهم ما هو المفيد لهم نفسًا وجسدًا وما هو الذي يضرُّهم. أنتم تعتقدون أن الغِنى هو الذي ينفعهم مع باقي الأشياء الزائلة. إن كل هذه الأشياء لا تنفعهم بل تضرهم لكونها وقتية زائلة. فما الذي ينفعهم إذًا؟ الحكمة، العلم، الفضيلة، الأدب. أيها الانسان تُرى اذا مرض ابنُك مرضـًا جَسديًّا أفما تبذل كل جهدك وتأتيه بالطبيب ليشفى؟ أما اذا رأيته مَرضَ مَرَضًا رُوحيا أعظَمَ وَأَشَد، فتتماهَل في علاجه؟ فلهذا يجب علينا أن نؤدِّبَ أولادَنَا ونعلِّمَهُم الحكمةَ التي بواسطتها يمكنهم أن يعرفوا جميع الامور ويعرفوا الله أيضا، لأنه بدون المعرفة لا يسهل لأحد أن يعرف الله.
علِّموا أبناءَكُم أن يعرفوا أسرارَ الكنيسة. علِّمُوهُم العَدلَ وَالعِفَّةَ وَالفَهمَ وَشَجاعَةَ النَّفس. أمَا سمعتُم ما قالَهُ الرب في إنجيلِهِ المقدس أنه إذا رَبِحَ الإنسانُ العالَمَ كلَّهُ وَخَسِرَ نَفسَهُ ماذا ينفعه هذا الربحُ وهذه السلطة؟ يجب أن تؤدِّبُوا أولادَكُم فيما تُؤدِّبُونَ ذَواتِكُم لتخلصوا أنتم وهم معا وتنالوا ملكوت السموات بيسوعَ المسيحِ ربِّنَا.