By St. Theophan the Recluse
عن حضورنا في الكنيسة - للقديس ثايوفانُس الحبيس
لا تدع الشيطان بأن يجرّبك في عدم مجيئك لتحضر الصلوات في الوقت المحدد، أي من ابتدائها حتى نهايتها. عليك أن تتذكر أن كل خدمة كنسيّة تتألف من وِحدَةٍ متكاملةٍ، وإذا شئنا أن ننتفع من هذه الوِحدَةِ المتكاملة علينا أن نحضر ونشارك في كماليَّتِها. كما أنَّ "الطعام يُملَّحُ" لتزكيته، كذلك الخدمة الكنسية تستطيع أن تُزَكِّي حواسَّنَا الروحية إذا صبرنا وحضرنا وشاركنا بها بالكليّة. إنّ الذي لا يحضر الخدمة الكنسية من البداية حتى النهاية هو بالفعل يتعب، ولكنه يحرم نفسه من ثمر أتعابه ما لم يثبت في كمالية الخدمة الكنسية، فهو على سبيل المثال يبني بيدٍ ويحطّم بيدٍ دون أن يدري. عندما تحضر إلى باب الكنيسة، عليك أن تترك "كل اهتمامٍ دنيويٍّ" كما نرتل في القداس الإلهي، لكي تدخلَ إلى فرح ربّك بضميرٍ نقيٍّ. ومتى دخلت باب الكنيسة، عليك أن تسربل نفسك بالوقار، متذكرا في نفسك "إلى مَن" أنت تأتي و"إلى مَن" تَوَدُّ أن ترفع صلاتك. وعندما تجلس في مكانك (الأفضل أن تجلس أو تقف في نفس المكان في كل خدمة) عليك أن تجمع أفكارك في ذهنك وتذكر أنّك في حضرة الإله المالئ الكل، مقدّما له عبادةً موقَّرةً بالجسد والروح، بقلبٍ متخشِّعٍ وَوِقارٍ متواضعٍ. بعد هذه البداية المهمة عليك أن تتابع، بمعزلٍ عن الأفكار الشاردة، وتهتم بما يجري في سياق الخدمة، أي بالقراءات والصلوات والتراتيل، وتشارك، من البداية حتى النهاية. هذه هي فحوى حضورنا في الكنيسة! متى صمَّمنا وتابعنا هذا الأسلوب، لن يُفسح المجال للملل، ولن نُجرَّب بالإسترخاء والثرثرة والضجّة (صوت الأطفال في الخدمة هو "ضجّة مقدسة" على حد تعبير العلامة الراحل الأب ألكسندر شميمان، بينما عندما يعلـّق الناضجون تصبح في حينها ضجّة)، ولن نأمل بأن ننتهي الخدمة سريعا. بالأحرى، عندما تنتقل صلواتنا من درجة إلى درجة، وترتفع من شعورٍ إلى شعور، ومن فكرةٍ موقـّرة إلى فكرةٍ أسمى، نصير جميعنا كورودٍ وأزهارٍ في حديقةٍ مزيَّنةٍ عطرة، ننتقل فيها "من مجدٍ إلى مجد" على قول الرسول بولس.